د. داليا صالح تشهد تخريج دفعة جديدة من برنامج "رابحة" لتمكين المرأة بدعم المجلس القومي للمرأة جريده الراصد 24

 

مقابلة بواسطة الكاتب الصحفي والناقد الفني عمر ماهر 

في لحظة فنية ينتظرها الجمهور بكل شغف، وفي خضم حرارة الصيف وارتباك الساحة الموسيقية بالعديد من الإصدارات، يطلّ علينا الملحن علي الخواجة بانفراد فني استثنائي يكشف فيه لأول مرة عن تفاصيل عمله الجديد الذي جمعه بالنجم المتألق موسى، في أغنية وصفها بأنها "صيفية، مختلفة، ومليئة بالسعادة"؛ أغنية جاءت نتيجة تفاعل مدهش بين أقطاب الإبداع الموسيقي العربي، لتمنح المستمع طاقة إيجابية لا تُقاوم، وتعيد للأذهان روح الأغنيات التي لا تُنسى.

تفاصيل التعاون الأول من نوعه مع موسى… كيف بدأت الشرارة؟

حين تسأله عن نقطة البداية، يبتسم علي الخواجة بشغف الفنان العاشق لفنه، ثم يقول: "منذ اللحظة الأولى التي سمعت فيها صوت موسى، أدركت أنه يملك خامة نادرة، صوت فيه صدق وفيه حالة خاصة تستحق أن يُبنى لها لحناً يحترم اختلافها". ويتابع: "بدأت فكرة التعاون من جلسة ودّية تحولت إلى ورشة عمل إبداعية، حيث تحدثنا عن الصيف، عن السعادة، عن الإحساس الخفيف الذي يترك أثراً عميقاً، وقرّرنا أن نُنجز عملاً لا يُشبه إلا أنفسنا".

كلمات أحمد جابر… السهل الممتنع الذي يسرق القلب

يُثني الخواجة كثيراً على كلمات الشاعر أحمد جابر، ويعتبره أحد أكثر الكُتّاب الذين يملكون القدرة على التعبير عن العواطف بألفاظ بسيطة لكنها عميقة. يقول: "ما كتبه أحمد كان مفاجئاً بكل ما تحمله الكلمة من معنى، الكلمات أتت عفوية، لكنها ذكية جداً، تراوغ القالب التقليدي وتعيد تعريف البهجة بطريقة حديثة تناسب مزاج الجمهور الحالي". الأغنية تتناول مشاعر الانطلاق، خفة اللحظة، واحتضان التفاصيل الصغيرة التي تصنع الفرح، وكل ذلك بكلمات سلسة لكنها مثقلة بالدفء والصدق.

مؤمن ياسر… التوزيع الذي صنع الفارق وأكمل الحكاية

أما الجانب التقني من الأغنية، فقد تولاه ببراعة الموزع مؤمن ياسر، الذي استطاع أن يمنح اللحن الحياة التي يستحقها. وعن هذا يقول الخواجة: "مؤمن أضاف للأغنية إيقاعاً يحمل نكهة الصيف فعلاً، دمج بين النغم الشرقي والروح العالمية، بحيث باتت الأغنية صالحة لكل مكان وزمان، من الشاطئ إلى الراديو، من السيارة إلى سماعات الرأس". ويضيف: "أعطى كل آلة مساحتها الخاصة، وتعامل مع الصوت كأنه لوحة فنية لا مجرد صوت عابر".

كواليس العمل… خفة ظل، ابتسامات متبادلة، وإبداع يولد من السعادة

عن الكواليس، لا يتوقف علي الخواجة عن التحدث بحماس: "كنا نضحك أكثر مما نعمل أحياناً، لكن هذا هو سر النجاح! الجو كان ممتلئاً بالطاقة الإيجابية، وكأن كل من في الغرفة كان يعرف مسبقاً أن الأغنية ستصنع أثراً. موسى كان مرناً، محباً للتجريب، ومؤمن ياسر كان متفهماً لكل تفصيلة، وكلنا كنا نكمل بعضنا كأننا فريق قديم". تلك الكواليس، كما يصفها، كانت خفيفة الظل لكنها عميقة من حيث تركيزها الفني، لم تكن هناك قرارات سريعة أو مرتجلة، بل انسجام تام بين الفن والإحساس.

أغنية صيفية... لكنها مختلفة عن كل ما سبق

عندما سُئل عن طبيعة الأغنية وهل تتبع النمط التقليدي للأغاني الصيفية، رد علي الخواجة بثقة: "نعم، الأغنية صيفية، لكنها ليست مجرد أغنية للرقص. هي حالة، طقس عاطفي، ابتسامة موسيقية. حرصنا على أن تكون ممتعة لكنها غير سطحية، فيها عمق، وفيها مشاعر صافية، وده مش بيحصل إلا لما كل فريق العمل يكون بيشتغل من قلبه". ويضيف: "الناس تعودوا يسمعوا أغاني الصيف كأنها موسيقى خلفية، لكن إحنا قررنا نعمل أغنية تخليك توقف، تسمع، تبتسم، وتحب الحياة أكتر".

رسالة علي الخواجة للجمهور: هذه الأغنية لكم... وهكذا بدأت مرحلة جديدة

وفي ختام حديثه، وجّه علي الخواجة رسالة مباشرة للجمهور قال فيها: "أنا فخور جداً بهذا العمل، وفخور بالتعاون مع موسى، وأحمد جابر، ومؤمن ياسر. الأغنية دي مش مجرد مشروع موسيقي… هي رسالة حب للحياة، للسعادة، وللناس اللي بيستحقوا يفرحوا. إنتظروا حاجة مختلفة، حاجة بتشبهكم… وهي مجرد بداية لما هو آتٍ".

في النهاية...

ما صنعه علي الخواجة في هذا التعاون مع موسى ليس فقط لحناً، بل حالة موسيقية كاملة تستحق الإنصات والتقدير. أغنية تنتمي لروح الصيف لكنها لا تشبه إلا أصحابها، صنعتها قلوب مؤمنة بأن الفن الصادق ما زال قادراً على أن يرسم الابتسامة، ويُعيد تعريف المعنى الحقيقي للسعادة الموسيقية.

هل نحن على موعد مع نقلة نوعية في مشوار علي الخواجة؟ يبدو أن الإجابة نعم، وأن هذا التعاون كان فقط أول السطر...