الراصد24 تهنئ الكاتب الصحفي إبراهيم فوزي بخطوبة كريمته

 

القاهرة الكاتب الصحفي والناقد الفني عمر ماهر 

بالعالم الموسيقي يلي مليان وجوه وأصوات ومواهب، قليل كتير لما يطلع نجم بصوتو وأسلوبو يقدر يشقّ طريقو بثقة ويترك بصمة ما بتنتسى، وهي هيي الحالة تمامًا مع النجم العالمي مسلم، يلي قدر بأغنيته الجديدة "سوء اختيار" يضرب نجاح تاريخي ويدخل الترندات العالمية من أوسع بواب، وما وقف هون، بل حطّ اسم الأغنية على خارطة أكبر المنصّات الموسيقية بالعالم وتخطّت مشاهداتها المليار بطريقة صاروخية ما بتنوصف، وكأنو الجمهور عطش لصوت صادق وكلام حقيقي وألحان بتحكي الوجع والندم والحب يلي قلبو مكسور وما عم يعرف يتجاوزو، وكل هالخلطة الساحرة اجتمعت بهالأغنية يلي شكّلت تعاون ناري بين عدد من الأسماء الكبيرة وخلقت حالة فنية خارقة بتمزج بين الشعور والاحتراف.

الأغنية يلي شغلت الناس هي من كلمات الشاعر محمد عبد الرحمن، يلي أثبت قديش عندو حسّ مرهف وقدرة خارقة على صياغة مشاعرنا بلحظات الانكسار، وقدر يرسم بكلماتو صورة دقيقة عن الندم والاختيارات الغلط بحياتنا، يلي منجرّ فيها قلبنا وبس نوقع منصير نحاسب حالنا عاللي صار، ومع لحن من توقيع معاذ زين، قدر يعكس جوّ النص بحس موسيقي راقي وعميق بيدخل عالقلب دغري، أما التوزيع فكان بإيدين المبدع إسلام شوقي، والنتيجة كانت لوحة فنية متكاملة عم تشعل قلوب الناس بمختلف الأعمار، وبمختلف البلاد، من الوطن العربي للغرب، من دون ما يكون في حاجز لغة أو ثقافة، لأن الإحساس إذا كان صادق، بيكسر كل حدود.

هالنجاح ما إجا صدفة، ولا كان بس ضربة حظ، بالعكس تمامًا، ورا الكواليس كان في تعب كتير وورشة فنية مغلقة جمعت الشاعر محمد عبد الرحمن، والملحن معاذ زين، والموزع إسلام شوقي، وبلّشت الحكاية، متل ما حكا عبد الرحمن، بلحن بعتلو ياه صديقه معاذ، ومن أوّل ما سمعو، حسّ إنو الكلمات طلعت من جوا قلبو، فكتبها بسرعة ومن دون تردّد، وكأنو الأغنية كانت ناطرتو تخلق، وبعد ما خلصوا أول نسخة منها، أو ما يُعرف بالديمو، عرضوها عالفنان مسلم، ويلي صار شي ما بينوصف، لأن مسلم من أول لحظة حسّ إنو هاي الأغنية بتحكي عنو، وبيّن على طول إعجابو فيها، وبلّش يشتغل عليها كأنها مشروع عمرو، بحب وتفاني، ولحد ما خلصت بصورتها النهائية، كانت جاهزة لتكسر الدنيا، وهيدا فعلاً يلي صار.

الشاعر محمد عبد الرحمن عبّر عن فرحتو بهالتعاون وقال إنو بيعتبر مسلم من أهم الأصوات الموجودة اليوم، وإنو بيشرّفو إنو يكون أوّل تعاون بيناتن هو بأغنية "سوء اختيار"، وبيتمنا إنو النجاح يكون كبير، والحقيقة إنو النجاح ما كان كبير، كان خارق للعادة، لأنو الأغنية بوقت قياسي صارت حديث كل الناس، وعالسوشيال ميديا، ما في صفحة إلا وحاكيي عنها، ولا فيديو إلا وعم يستخدم مقاطع منها، ولا تفاعل إلا وفيه كلماتها أو صوت مسلم وهو عم يغنّي بوجع ما حدا بيقدر يتجاهلو، والناس حسّت حالا قدّام مراية، الأغنية مش بس اتسمعت، الأغنية نحفرت بالوجدان، وصار كل شخص عاش ندم أو خيبة أو حب راح، لاقى حالو فيها، فكانت الصوت الصادق لكل قلب مكسور ولكل شخص حسّ حالو أضاع الطريق باختياراته.

ما فينا ننسى كمان أداء مسلم يلي كان عامل أساسي بنجاح الأغنية، لأنو صوتو مزيج نادر بين الحزن والرقي، بين التعبير والهدوء، بيحمل بقلبو مشاعر كتيرة، وبيعرف كيف يطلّعها من قلبو ويوصّلها لقلبك، من غير صياح ولا دراما، بكل بساطة وعمق، وهاد النوع من الغناء يلي قليل نسمعو اليوم، وفعلاً أثبت مسلم إنو مش بس فنان ناجح، بل فنان مختلف، حقيقي، وأصيل، وقدر بكاريزمتو وصوتو يخلي الجمهور يحسّ إنو كل كلمة قالها جاية من تجربة عاشها، وهاد الصدق هو يلي وصّل "سوء اختيار" لهالمكان.

ومع إنو الأغنية لسا جديدة، إلا إنو أرقامها بالملايين عم تكبر كل يوم، وكل ما حدا بيسمعها لأول مرة، بيرجع يعيدها عشرات المرات، لأنو فيها شي بيخليك تغرق بمشاعرك، تعيد حساباتك، وتراجع اختياراتك، وهيدا الشي بحد ذاتو إنجاز، إنك تخلّي فنّك يكون مرآة لحياة الناس، ويهزّ مشاعرن، مو بس يسلّيهن، وهاد الفرق بين أغنية معمولة لتنجح، وأغنية معمولة لتحكي الحقيقة.

باختصار، مسلم بأغنيته "سوء اختيار" عمل ثورة صغيرة بعالم الموسيقى، وترك بصمة كتير كبيرة، ما بتمحيها الأيام، وفتح بواب جديدة للفن الحقيقي، يلي بيركّز عالإحساس قبل الاستعراض، وعلى الكلمة قبل الضجيج، وبهالعمل، أثبت إنو الصوت الحقيقي، حتى لو ما كان عندو حملات إعلامية ضخمة، إذا كان صادق ومليان شغف، رح يوصل، ورح يحكي بلسان الكل، وهيدا تمامًا يلي صار، فكل التحية لهالفنان النادر، ولكل فريق العمل يلي آمن بالأغنية وخلق منها تحفة موسيقية ستبقى خالدة بذاكرة المستمعين لأجيال وأجيال.