الراصد24 تهنئ الكاتب الصحفي إبراهيم فوزي بخطوبة كريمته

 

بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله رب العالمين ولي الصالحين ولا عدوان إلا على الظالمين والصلاة والسلام على إمام المتقين، وقدوة الناس أجمعين، وعلى آله وصحبه والتابعين ثم أما بعد إن من علامات محبة النبي المصطفي محمد صلى الله عليه وسلم هو الإستجابة الكاملة لأمره ونهيه وعدم التردد حيث قال الله تعالي "يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم " ولو تأملت حال الصحابة الكرام في مدى إستجابتهم للرسول صلى الله عليه وسلم لرأيت حقيقة الإيمان وصدق الحب للرسول صلى الله عليه وسلم، ومن علامات محبة النبي المصطفي محمد صلى الله عليه وسلم هو الإيمان بأنه أفضل خلق الله تعالي، وأنه خاتم الرسل فلا رسول بعده، وكذلك دراسة سيرته وأخذ العبر والمواعظ منها، وعدم رفع الصوت عند سماع قوله حيث قال تعالي" لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي" 

وعدم شد الرحال لزيارة قبره لأنه نهى عن ذلك، وأيضا محبة أصحابه الكرام وموالاتهم، وتنقيح وتصفية سنته مما علق بها من الأحاديث الضعيفة والموضوعة، ومحبة المتمسكين بسنته وموالاتهم، وبغض المبتدعة والمخالفين لهديه عليه الصلاة والسلام، وكما أن من علامات محبة النبي المصطفي محمد صلى الله عليه وسلم هو أن نرفض جميع الأقوال والآراء التي تخالف سنته مهما كان القائل بها، وعدم رفع الصوت عند قبره، وإعتقاد أنه ما مات صلى الله عليه وسلم حتى بلغ البلاغ المبين حيث قال تعالي "اليوم أكملت لكم دينكم " وكما أن من علامات محبة النبي المصطفي محمد صلى الله عليه وسلم هو محبة آل البيت وموالاتهم ولكن لا نرفعهم فوق منزلتهم، ولا نغلوا في الإمام علي ولا السيدة فاطمة ولا غيرهم رضي الله عن الجميع.

ولكن السؤال هنا كم من الناس يدعي محبة النبي عليه الصلاة والسلام وهو كاذب في دعواه ؟ وما أكثر المتشدقين بحبه المدعين تعظيمه وتوقيره في قلوبهم، ولكن هذه الدعواى لا تثبت عند تمحيصها وتنقيتها، فمن هم المحبون حقا له صلى الله عليه وسلم ؟ ومن هم أولى الناس بشفاعته يوم القيامة ؟ ومن هم رفقاؤه في الجنة ؟ وإن أقواما من هذه الأمة يأتون يوم القيامة والآمال تحدوهم أن يلتقوا بالنبي الكريم صلى الله عليه وسلم، وينالوا شفاعته ويشربوا من حوضه في يوم الحر الشديد، يوم القيامة فيطردون عنه ويبعدون والعياذ بالله، وإن محبة الرسول صلى الله عليه وسلم ليست مجرد كلمات ومدائح يتغنى بها المنشدون في الموالد والمناسبات من غير أن يكون لهذه الكلمات أي أثر من عمل واتباع لمن يزعم محبته وتعظيمه، ليس والله ذاك هديه ولا هدي أصحابه. 

ولا من تبعهم بإحسان، وإن التقرب إلى الله تعالي وطلب مرضاته والإقتداء برسوله صلى الله عليه وسلم لا ينال بالرقص والطرب العابث ولا بالترنيمات البدعية التي يزعم أصحابها أنهم محبوه صلوات الله وسلامه عليه، وإننا حين ندعو إلى الوسطية في إعطاء النبي الكريم صلى الله عليه وسلم المكانة اللائقة به من غير جفاء ولا غلو، وإننا حين ننادي بذلك فإنما نحن متبعون له لا مبتدعون، ولا يصح بأي حال أن يرمى من يدعو إلى ذلك بأنه لا يحب الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، بل إن الداعي إلى الوسطية في ذلك هو المتبع بحق وصدق للنبي صلى الله عليه وسلم، وقد روى البخاري في صحيحه عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول " لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم إنما أنا عبد فقولوا عبد الله ورسوله"