الراصد24 تهنئ الكاتب الصحفي إبراهيم فوزي بخطوبة كريمته

صار في شي عم يغلي بجوف الساحة الفنية، شي ما بقى نقدر نتجاهلو أو نحطّو تحت بند الجرأة أو الحداثة أو حرية التعبير، لأن اللي عم بيصير ما عاد بس موضة ولا صرعة ولا ستايل ولا محاولة للفت الأنظار، صار تغيّر جذري بهويّة الرجل، وخلخلة بمفهوم الذكورة قدّام الكاميرا ووراها، وكأنو في فيروس خفي عم يتسلّل على رؤوس الأصابع، ما بيسبّب حرارة ولا سعال، بس بيسبّب إنهيار تدريجي بمناعة الرجولة، بيعدي بنظرة، بلقطة، بحركة يد، بلمعة ظفر، ببلوزة قصيرة، بشورت ملوّن، بتاتو زهري على الرقبة، وبيترك وراه موجة من التساؤلات الموجعة: هيدا فن؟ ولا انمحاء؟ هيدا تحرّر؟ ولا تفكّك؟ هيدا ذكَر؟ ولا نسخة مستعارة عن صورة تانية؟

صرنا نفتح السوشيال ميديا وننصدم مش من الإطلالة بحد ذاتها، بل من التبرير المرافق لإلها، من العناوين العريضة يلي بتتخبّى وراها كوارث نفسية عم تنلبس لبوس الموضة والفن، لأن ما عاد الموضوع عن لباس، صرنا بعصر فيه اللبس وسيلة لزرع فكرة، والإطلالة واجهة لأجندة، والخروج عن المألوف ما عاد مغامرة فنية بل صار قنبلة موقوتة عم تنفجر شوي شوي بثقافتنا من دون ما ننتبه، لأن اليوم منشوف رجل عم يلبس فستان، بكرا منصير نبرّر إنو الرجولة صارت مصطلح قابل للتعديل، وبعد بكرا يمكن ننسى أصلاً كيف كانت ملامح الرجولة التقليدية ونستبدلها بإشيي هجينة، مش لا رجال ولا نسوان، بل كائنات محايدة مشوّهة الهوية والرسالة والانتماء.

والأخطر من هيك، إنو هالظاهرة ما عادت محصورة بفئة معيّنة، صارت تتكرّس بنجوم الصف الأول، وبمنصات الأزياء العالمية، وبلقطات بيتم تسويقها كأنها "إنجاز بصري"، مع إنّها فعليًا عم تخلق فجوة ضخمة بين الشكل والمضمون، بين الجسد والصوت، بين الرسالة والواقع، لأن وقت نجم يطلع بفساتين شفافة ويقول إنو عم يعبّر عن حرّيتو، لازم نسألو: حرية شو بالضبط؟ حرية التعبير؟ ولا حرية التمرّد على الجنس؟ حرية الفن؟ ولا حرية تمييع الخط الفاصل بين الذكر والأنثى؟

الناس اليوم صارت مقسومة: في ناس بتشوف بهالظاهرة تطوّر، تحضّر، تحرّر، وبتدافع عنها بحماسة غريبة، وفي ناس بتشوف فيها طعنة بالهوية، غدر بالجذور، وفضيحة مقنّعة بلغة الإبداع، بس الحقيقة إنو ما فينا نضحك عالعقول أكتر، لأن حتى الطفل صار يعرف إنو في شي مش طبيعي، في شي ما عم يركب، في حدا عم يبدّل أوراق اللعبة وعم يخلينا نصدق إنو الرجولة outdated، وإنو النعومة مش خيار، بل خطوة مفروضة إذا بدك تبقى ترند، وإذا بدك الناس تحكي عنك، وإذا بدك مكانك محفوظ بين كبار الشو.

وهون بيجي السؤال يلي لازم نحكيه بصوت عالي بلا تجميل: إذا كان التعبير عن الذات بيستلزم إنو نمحي كل ملامح الذكورة، فبأي كلفة عم نعبّر؟ وإذا كانت الموضة عم تفرض عالشباب إنن يصيروا مرايات مشوّهة عن نفسن بس ليلبقوا مع جمهور بيحبّ الغرابة، فشو نوع الفن يللي نحنا رايحين عليه؟

الفن الحقيقي كان دايمًا مرآة للواقع، بس إذا هالمراية صار فيها خدش، وصرنا نشوف صورتنا بالمقلوب، وصار الرجل عم يهرب من جلدو ليشبه صورة تانية ما بتمثّلو، وقتها منكون دخلنا نفق مظلم ما في منّو رجعة، لأن الهوية وقت تضيع، ما بيرجعها لا بوست فيروسي، ولا عرض أزياء، ولا حتى مليون لايك.

المجتمع مش عم يعترض على الموضة بحد ذاتها، بل عم يصرخ من وجع بيشوفو عم يتغلغل بنجومو، برجالو، بأطفالو، لأن التأنيث يلي عم يلبس لبوس الجرأة، هو نسخة جديدة من فقدان التوازن، نسخة ملوّنة بس سامة، بتشبه البرّاق يلي من بعيد بيلفت، ومن قريب بيحرق، ولما يوصل هالفيروس لعقول الشباب والصبيان الصغار، بصيروا يعتبروا إنو الحقيقه مش ذكر وأنثى، بل فسيفساء ضايعة مش معروف فيها مين مين، ومين لوين رايح، ومين شو بدو.

الفن مش لازم يكون أداة لنشر الضياع، ولا الموضة لازم تكون سلاح عم يضرب العمود الفقري للرجولة، وإذا كان في رجال اختاروا يشبّهوا حالن بالنساء باسم الحرية، لازم كمان يكون في أصوات عم تقول: الحرية ما بتجي عحساب الهويّة، والجرأة ما بتبرّر الإلغاء، والفن ما بيبرّر كل شي!

وبينما عم يتزيّن المشهد الخارجي بهيدا البريق المصنّع، وبينما الكاميرات عم تلمّع كل إطلالة فيها دمج وهجين وغموض، عم يغيب عن الساحة سؤال أخلاقي وجودي بسيط بس عميق: هل هيدا التفلّت من الخطوط بين الذكر والأنثى هو تعبير عن تطوّر فني، ولا هو تمرّد خجول على تركيبة اجتماعية عم تنهار؟ لأنو القصة مش بس عن تياب، ولا عن ألوان، ولا حتى عن شخص عم يلبس متل ما بده، القصة عن رمزية، عن انتقال ناعم بس خطير من التعبير الشخصي لتشويش جماعي، عن صور عم تنزرع بعقل الولد الصغير يلي بعدو عم يكوّن هويتو، ويلي فجأة صار يشوف إنو الكعب العالي مش بس لأمّو، والمناكير مش بس لخيتو، والبريق صار مباح للجميع باسم الـ"freedom of self" حتى لو كان هيدا "self" مفرّغ من الثبات والصلابة والهوية.

نحنا مش عم نحاكم اللباس، نحنا عم نحاكم الرسالة اللي عم يحملا هاللباس، لأن لما رجل بيطلع بجيب قصير وفوقو بلوزة شفافة وبينزل عالريد كاربت وكأنو بيفتخر إنو مسح بمشيته مئات السنين من تكوين الذكورة، ما بقى نقدر نقول إنو عادي، وما بقى نقدر نقول "هو حر"، لأنو قدّام كلّ حرّ، في مجتمع عم يدفع الثمن، وقدّام كل إطلالة فيها صدمة، في مراهق عم يتربّى على فوضى الهوية، وعلى فكرة إنو الرجولة outdated، وإنو الإنسان اليوم لازم يكون "fluid" مش ثابت، متحوّل مش صلب، رمادي مش أبيض أو أسود.

ويا ما في برامج، منصات، حسابات مشهورة، صارت تحتفي بهالنمط، وبتدعمه مش كمجرد ستايل، بل كحالة لازم تنتشر، وصرنا نسمع مصطلحات جديدة بتفجّر اللغة متل: "no gender fashion"، "free spirit look"، "emotional masculinity"، كلمات بتلمع، بتشدّ، بس بتخبي وراها قنبلة ثقافية عم تشتغل ببطء على تطبيع فكرة محو الفروقات، على تسويغ إنو الرجل مش لازم يكون رجل، ولا المرأة لازم تكون امرأة، وإنو الجمال الحقيقي صار بإنك تكون لا هيك ولا هيك، بل شي تالت، شي سائل، بلا إطار، بلا شكل، بلا قاعدة.

والمؤسف إنو كتير من يلي بيتبنّوا هالصورة، بيبرّروها بـ"الفن"، وكأنو الفن صار تذكرة للعبور إلى الضياع، وكأنو الفن صار هو الملجأ لكل مين بدّو يخلع جلد هويتو الأصلي، بس الحقيقة إنو الفن الحقيقي بيخلق، بيرتقي، بيصدم أوقات بس ما بيشطب، والفنان الحقيقي مش بس صورة مبتكرة، هو روح بتعبّر، بس كمان ضمير بيحسّ، وإذا الضمير سكّت، وصار كل شي مباح، منوصل لنقطة ما عاد نعرف فيها مين بيقود ومين بيتبع، مين بيأثّر ومين بيتأثّر، ومين بعدو بيملك صوتو بهيدا الزحام الصامت.

والمجتمع، بكل مكوناتو، صار بين نارين: نار الانبهار الزائف يلي بتفرضو الترندات، ونار القلق الخفي من إنو عم نربّي جيل ما عاد يعرف كيف يمشي، كيف يتكلّم، كيف يحس، لأن كل شي صار عرضة للتعديل، وكل شي صار سائل، حتى الهوية، حتى العصب يلي بيخلّي الرجل يحس حالو رجل، والمرأة تحس حالا امرأة، صار مائع، هشّ، قابل للإلغاء، تحت عنوان جذّاب اسمو "موضة العصر".

بس هل من المنطق إنو نضحّي بعصب ثقافة كاملة كرمال بوست يجيب لايكس؟ هل معقول نسمح لمشهد استعراضي يشتّت مراهق ماشي عالخط الفاصل بين النضوج والضياع؟ وهل فعلاً منطق إنو نقبل نغيّر مفاهيم بأكملها كرمال صورة تنحط غلاف مجلة تحت عنوان "كسر التابو"؟!

وإذا كانت الصدمة كبيرة عند الكبار، فشو منقول عن الصغار؟ شو منقول عن الولد اللي بعده عم يتعلّم يفرّق بين اللعب الجدّ، وبين الفكرة والواقع، وبين التنكّر المؤقّت والهويّة الدائمة؟ اليوم، صار الطفل محاط بصور رجال بيشبهو الأميرات، ونساء بيشبهو الأبطال، ومراهقين بين التيك توك والريلز عم يتلقّفو كل ما هو خارج عن المألوف، وكأنو القاعدة الوحيدة صارت "كسر القواعد"، والمقدّس الوحيد هو "الاختلاف"، حتى لو كان الاختلاف مفبرك، مصنوع، ملبّس، وفوق كل هيدا مموّل ومنتشر بطريقة مرعبة.

الطفل ما عاد عم يلقى مرجعية واضحة، وما عاد يعرف إذا الرجولة صلابة، ولا تمايل، إذا الذكورة صوت جهوري ولا همس محسوب، إذا كان لازم يبني عضلات، ولا يدلّع حالو بالهايلايتر، والكارثة إنو المراهقة، بهالفترة الحساسة، ما بقى محميّة، صارت ساحة تجارب مفتوحة، كل تيك توك فيديو هو درس، وكل ستوري هو نموذج، وكل "influencer" هو معلّم، بس بلا مسؤولية، بلا ضمير، وبلا خريطة واضحة.

الجيل الجديد عم يتشكّل عأساس هالصور، عم ينقش هويتو على أساس لقطات، وكل لقطة بتخالف اللي قبلها، كل ستايل عم يمحو اللي قبله، وكل تصريح عم يهزّ ركائز التربية، يلي من زمان كانت بتقوم على المثال، على الأب، على الجدّ، على صورة الرجولة المتكاملة، بس اليوم؟ الرجولة صارت متّهَمة، موضوعة تحت المجهر، متّهمة بالقسوة، بالبطش، بالتخلف، واستُبدلت بصورة ناعمة، مصنوعة، بعيدة كل البعد عن الفطرة، عن التوازن، عن الحقيقة.

وهون بيبلّش الخوف الحقيقي، لأنو الخطورة مش باللبس لحالو، ولا بالشكل الظاهري، بل بالإسقاط العميق على العقل، على الدماغ اللي بعدو عم يتشكّل، على طريقة فهم الولد لحالو، لمكانو بهالعالم، ولجسمو، ولصوتو، ولطريقة تفاعل العالم معو، ولما يبلّش يفكّر إنو الرجولة شيء عيب، أو شيء لازم يتخبّى تحت غطاء الموضة، أو إنو يلبس تنورة ليحس حالو قوي، فهون منكون فعليًا عم نخلق فجوة مستحيل نرجّع نسدّها بسهولة.

يا عجب هالمجتمع العربي كيف بيتصرّف! من برا بيصرّخ وبيعترض وبيقول "عيب"، "انحراف"، "ما بيشبهنا"، وبيحطّ عالظاهرة كل أوصاف الهجوم والرفض، ومن جوا؟ من جوا عم بيكبس لايك، عم بيشاهد الريل للآخر، عم بيبعث الفيديو لصاحبو ويقلو "شفت هيدا شو عامل؟!"، وكأنو عم يمارس رفض مزيف وانبهار حقيقي، وكأنو عم يتلذّذ باللي بيستنكره، وعم يتسلّى بالمشهد يلي بيقول إنو بيحتقره، وبيكون أول المتفرجين وأكترهم تفاعلاً.

المشكلة مش بس بالناس اللي عم تروّج، بل بالناس اللي عم تستهلك، واللي بتغذّي الظاهرة من تحت الطاولة، وبتكبّ عليها الضوء بعيونها المبحلقة، وبتكبّرها بمتابعتها، وبتنشرها من دون وعي إنو كل مشاهدة، كل ضغطة، كل تعليق، هو بمثابة دفعة تمويل غير مباشرة لها النوع من الانحدار البصري والفكري يلي عم يستغلّ كلمة "الحرية" ليشرّع الفوضى، ويستغلّ كلمة "الجرأة" ليخبّي الهروب من الهوية، ويستغلّ كلمة "الاختلاف" ليحطّم المفهوم الطبيعي للتكوين البشري.

والمجتمعات، ويا للمفارقة، ما عم تعرف تمسك موقف ثابت، كل يوم رأي، كل يوم صدمة جديدة، كل يوم نقاش بين "هو حرّ" و"ما بصير"، بين "نحنا مجتمع شرقي" وبين "لازم نتطوّر"، بين "هيدا مش من ديننا" وبين "الدين ما بيعني القمع"، وهالشدّ بين القيم والواقع عم يولّد جيل مشوش، مش عارف شو يسمع، ولا مين يصدّق، ولا شو الطريق الصح، لأنو ببساطة، الطريق صار فيه ميت مفرق، وكل مفرق مزين بكلمات منمّقة، وكل لافتة بتوحي إنو هونيك الحرية، بس الحقيقة؟ الحقيقة إنو كتير من هالطرقات بتوصّل للضياع، وبتترك الإنسان بآخر النهار حيران، لا هو لاقي حالو، ولا هو مرتاح بجسمو، ولا هو فاهم شو صار.

وإذا بدنا نواجه، لازم نبلّش بالمرآة، بالاعتراف إنو ما بقى فينا نكون مجتمع بيحكي شي وبيمارس شي تاني، إنو لازم نرجع نعيد تعريف الحرية، نرجع نرسّم حدود الذكورة والأنوثة من دون خجل، ومن دون ما نخلط بين الجمال والتميع، بين الفن والانحراف، بين الجرأة والانفلات، لأنو لما الهوية بتختلط، والمفاهيم بتدوب، والراشد بيصير تايه، فكيف مننتظر من الطفل إنو يضلّ ثابت؟

وهلّق، وقف دقيقة، لا تبرم، لا تتهرّب، لا تقول "أنا مالي علاقة"... وقف قدّام المرآة، واسأل حالك بصوت عالي: مين صرت؟ ومين بدّك تكون؟ هل بتعرف شو يعني تكون رجل عن جد؟ ولا خلّوك تظن إنو الرجولة تقيلة، وإنو لازم تخفّ منها لتكون محبوب؟ مين قال إنو اللبس المثير، والحركات المائعة، والتمثيل على الناس هو حرية؟ مين زرع براسك إنو لازم "تكسر الصورة" حتى تكون جريء؟ وهل أنت عم تكسر صورة؟ ولا عم تكسّر حالك؟

هل عم تلبس لتعبّر؟ ولا لتخبي؟ هل عم تتبع الموضة؟ ولا الموضة هي اللي عم تسوقك؟ وهل بتعرف لوين؟ وإذا كنت شايف حالك منفتح، حرّ، متحرّر، فاسأل حالك: هل حريّتك عم تخلي غيرك يضيع؟ هل عم تفتح بواب لإبداع؟ ولا عم تفتح بواب لفوضى؟ هل بتعرف إنك ممكن تكون النموذج يلي طفل صغير رح يقلّدو؟ وإذا قلّدك، رح تفرح؟ ولا رح تخجل؟

ليش إذا حدا لبس بدلة ووقف وقفة رجال بنقول عنه متخلّف؟ وليش إذا حدا حطّ شفايف، ولبس تنورة، وتمايل مثل البنات، منصفّقلو؟ ليش نحنا مننتقد، وبنضحك، وبنشارك، وبنستهلك، وبنكرّر، وبنزيد الهَوَس؟ مين قال إنو الإعجاب لحالو مش جريمة؟ وإنو اللايك مش دعم؟ وإنو الضحكة مش جرعة أكسيجين لهالظاهرة يلي عم تكبر وتتمدّد وتفترس العقول؟ نحنا شو عم نغذّي؟ وشو عم نبرّر؟ وليش؟ وتحت أي بند؟ "فَن"؟ "حرّية"؟ "ستايل"؟ "تجديد"؟ ولا لأنو نحنا صرنا ضعاف لدرجة إنو ما بقى نعرف نقول "لا"؟

اليوم، بدك تقرّر: بدّك تكون إنسان حقيقي، واقف على أرض صلبة، أو صورة منسوخة عن صرعة فانية؟ بدك تكون بوصلة، ولا مرآة عم تعكس شو بيطلع بوجهها؟ بدك تبني جيل جريء بالحقيقة؟ ولا جيل جريء بالسطحية؟ بدك تكون حرّ عن قناعة؟ أو عبد للترندات؟ وساعتها… لما تسكُت الضوضاء، وتطفى الأضواء، ويفضى المسرح، وتركع لحالك قدّام صمتك… رح تقدر تطلّ بحالك من دون ما تنكسر؟