اختيار الدكتور الأنصاري النيداني أفضل شخصية مؤثرة في عام 2025-جريدة الراصد٢٤

  تقرير خاص من القاهرة- الكاتب الصحفي والناقد الفني عمر ماهر 

في عالمٍ مزدحمٍ بالضجيج، يندر أن يولد نجم لا يحتاج إلى صراخٍ كي يُسمَع، نجمٌ يشبه البحر حين يهمس، والنسيم حين يعانق النوافذ المفتوحة... زين السقا، الاسم الذي لم يعد مجرد توقيع على دعوةٍ فنية أو بطاقة حضورٍ إعلامية، بل صار ختمًا للجودة، عنوانًا للتنظيم، ومصطلحًا متفرّدًا في قاموس التألّق خلف الكواليس.

إنه ذلك الرجل الذي لا يُطلّ على الكاميرا كثيرًا، ولكن حضوره يملأ الشاشة، حتى لو لم يظهر. إنه ذاك العقل الهادئ المدبّر الذي يقف وراء إبداعات النجوم، ذلك اليد التي تكتب الصمت ليصير حدثًا، وتحوّل الحفل العادي إلى أمسية لا تُنسى. زين السقا، منظم الحفلات الذي لا يرضى بأقل من الكمال، ومدير الأعمال الذي لا ينسى أنّ النجم بشر قبل أن يكون بريقًا.

في زمنٍ صار فيه الفن تجارة، والإعلام ضجيجًا، جاء زين السقا ليرفع معايير اللعبة، ليس فقط بالذوق الرفيع، بل بالالتزام، بالصدق، وبالإيمان بأنّ من يعمل خلف الستار لا يقل أهمية عن مَن يقف على المسرح. هو الشخص الذي يعرف أن لحظة الصعود إلى الخشبة تسبقها شهور من التحضير، وأنّ لمعان الكشافات لا يظهر دون تعب العقول المدبرة.

هو الرجل الذي يعرف متى يُسكت الميكروفون، ومتى يُضيء الكشاف، ومتى يفتح الباب للنجم، ومتى يُغلقه في وجه الفوضى. يعرف أن الصورة لا تكتمل بدون التفاصيل الصغيرة، وأنّ نجاح أي حفل لا يقاس بعدد الحضور فقط، بل بعدد القلوب التي خرجت ممتنّة، تردد اسم "زين السقا" بصمتٍ مليء بالاحترام.

قد يراه البعض منظّم حفلات فقط، لكن الحقيقة أعمق بكثير. زين هو مهندس المزاج العام للحاضرين، مدير إيقاع اللحظات، وصانع الذكريات الجميلة التي تلتقطها الكاميرات وتبقى محفورة في وجدان الجمهور. لا يؤمن بالعشوائية، ولا يسمح للارتجال أن يسرق رهبة البدايات. كل شيء عنده محسوب، مدروس، ومتقن.

أما حين نتحدث عن "مدير أعمال المشاهير"، فنحن لا نصف وظيفة، بل نصف فلسفة. زين السقا لا يدير مواعيد، بل يدير مسارات. لا يركض وراء الأضواء، بل يصنعها. يخلق الفرص، ويحمي من الانزلاقات، يعرف متى يقول "نعم" ومتى تكون "لا" ضرورةً لحماية اسمٍ صنعه تعب السنين. هو المستشار، والرفيق، والمستودع الآمن للأسرار الفنية، هو السند حين تهتز الأرض تحت أقدام الشهرة.

هو ليس فقط مدير أعمال؛ هو شريك في النجاح، وغالبًا صانع هذا النجاح. في الوقت الذي يتسلّق فيه البعض السلالم بسرعة، ثم يسقطون من الواجهة، يعرف زين كيف يبني سلّمًا من الثقة، الطموح، والاحترام المتبادل، ويصعد به نجومه خطوة خطوة، بثبات، حتى القمة.

زين السقا لا يلهث خلف ترند، بل يصنع الحدث بذكاء، ويختار اللحظة المناسبة لإطلاق نجم، أو لتنظيم عرض، أو لتوقيع عقد. هو كاتب سيناريو الحياة المهنية لعدد من ألمع الأسماء، يخطّ سطور المجد لهم، وينسج التفاصيل التي تصنع الفرق بين "مجرد فنان" و"فنان لا يُنسى".

وفي كواليس المهرجانات، حين يكون الجميع في قلق وترقّب، يكون زين واقفًا بثقة، يدير الحدث كما يدير مايسترو أوركسترا كلاسيكية، يعرف أين يجب أن يُعزف النشيد، ومتى يجب أن يعلو التصفيق، وما اللحظة التي يُسدل فيها الستار على نجاحٍ جديد.

زين السقا ليس مجرّد رجل ناجح، بل هو حالة فنية راقية، نموذجٌ للرقيّ والهدوء، وعنوان للاحتراف في عالمٍ صارت فيه القيم تُستبدل بالشعارات. هو وجهٌ من وجوه الإبداع، لكنه الوجه الذي يُكتب خلفه الكثير من الفصول، وتُسرد فيه حكايات لا يعرفها سوى المقرّبين، حكايات عن تعب، عن نضال، عن قرارات في منتصف الليل، وعن معارك خاضها بصمت كي يحمي أسماءً نحبّها ونراها اليوم تتلألأ على الشاشات.

زين السقا هو الاسم الذي نبحث عنه في نهاية كلّ حفل ناجح، وفي خلفية كلّ صورة فنية أنيقة، وفي الكواليس التي تضيء دون أن تراها الكاميرا.

في عصر يحتاج فيه الفن إلى منقذين، والإعلام إلى قادة، يبقى زين السقا نجمًا من نوع آخر… نجم يُبدع لا ليُصفق له الناس، بل ليصفقوا للنتيجة، نجم يزرع في كل عمل لمسته، ويترك في كل حدث بصمته، ويبقى، في كل مرة، زينًا للفن، وزينةً للإعلام.