الإعلامي سيد العايق جريدةالراصد 24 يهنئان أجمل عروسين فرج و شيرين بزفافهما السعيد جريده الراصد 24

بقلم / محمـــد الدكـــروري 

الحمد لله علام الغيوب، لا تخفى عليه خافية، السر عنده علانية، خلق الإنسان وركّبه، وأتقنه، وصوّره، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن نبينا محمدا عبده ورسوله، إختاره ربه وإصطفاه، وقرّبه وإجتباه صلى الله وسلم عليه وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد اعلموا أن من الأسباب المعينة على سلامة الصدر هو الدعاء، فإنه من أعظم الأساب لتحقيق المقصود، وكان من دعاء نبينا صلى الله عليه وسلم "وأسألك قلبا سليما" فمن رزق الدعاء فإن الإجابة معه، كما أثنى الله على المؤمنين لدعائهم " ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا " وكما أن من الأسباب المعينة على سلامة الصدر هو حُسن الظن وحمل الكلمات والمواقف على أحسن المحامل، وقال عمر رضي الله عنه لا تظن بكلمة خرجت من أخيك المؤمن شرا، وأنت تجد لها في الخير محملا. 

وقال الشافعي من أراد أن يقضي له الله بخير فليحسن ظنه بالناس، ولما دخل عليه أحد إخوانه يعوده قال قوّى الله ضعفك فقال الشافعي رحمه الله لو قوى ضعفي لقتلني، قال الزائر والله ما أردت إلا الخير، فقال الإمام أعلم أنك لو سببتني ما أردت إلا الخير، وكما أن من الأسباب المعينة على سلامة الصدر هو إلتماس الأعذار وإقالة العثرات والتغاضي عن الزلات، فالتمس لأخيك سبعين عذرا، ويقول ابن سيرين إذا بلغك عن أخيك شيء فالتمس له عذرا فإن لم تجد فقل لعل له عذرا لا أعرفه، فيا أخي من المعصوم من الخطأ والزلات؟ فقيل أن الفتوة هو التجاوز عن زلات الإخوان، فتذكّر سوابق إحسانه فإنه مما يعين على التماس العذر وسلامة الصدر وإعلم أن الرجل من عدّت سقطاته، وإستحضر أن المؤمن يلتمس المعاذير، والمنافق يلتمس العثرات. 

وكما أن من الأسباب المعينة على سلامة الصدر هو ادفع بالتي أحسن، وليس هذا من العجز، بل من القوة والكياسة، وكما أن من الأسباب المعينة على سلامة الصدر هو البعد عن الغيبة والنميمة وتجنب كثرة المزاح، ومعاملة النمام بما يستحقه فهو فاسق هماز مشاء بنميم، بريد الشيطان، وكما أن من الأسباب المعينة على سلامة الصدر هو الهدية والمواساة بالمال فإنها من دواعي المحبة، وكما أن من الأسباب المعينة على سلامة الصدر هو الإيمان بالقدر، فإن العبد إذا آمن أن الأرزاق مقسومة مكتوبة رضي بما هو فيه ولم يجد في قلبه حسدا لأحد من الناس على خير أعطاه الله إياه، وكما أن من الأسباب المعينة على سلامة الصدر هو أخيرا تذكر حال النبي المصطفي صلى الله عليه وسلم الذي كان يشكر ربه على النعم التي أنعم بها حتى على غيره من الخلق حين يصبح وحين يمسي. 

رزقنا الله وإياكم صدورا سليمة لا تحمل غلا ولا حسدا ولا حقدا، فأوصيكم ونفسي عباد الله بتقوى الله عز وجل فهي الزاد ليوم المعاد، فلقد خلق الله تعالي الإنسان في أحسن تقويم ثم سوّاه في أجمل وأكمل وأتقن هيئة وإختار منه مضغة فتجلت في خلقها قدرته، وظهرت في دقتها عظمته، وإتضحت في أسرارها حكمته، فهي مضغة عجيبة في حجم الكفّ سبحان من خلقها، مضغة في حجم الكف سبحان من صوّرها وأتقنها وأحكمها، مضغة جعل الله تعالي العليم الخبير صلاح الجسد في صلاحها وفساده في فسادها، فالقلب هو المضغة العجيبة فحياة الإنسان بحياته وموته بموته، وسعادة العبد بسلامة قلبه، وصحته وطمأنينته، وشقاء العبد بسقم قلبه ومرضه وقذارته، فيه وقر التوحيد ويزداد وينقص إيمان المؤمن بالقيام بالوعد والوعيد، إنها القلوب القاسية. 

التي توعد الله أصحابها فقال عز وجل " فويل للقاسية قلوبهم من ذكر الله أولئك في ضلال مبين " أو القلوب السليمة المطمئنة التي وعد الله أصحابها بحسن العاقبة والمآل فقال الله الكبير المتعال " الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم لذكر الله " بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني الله وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول ما تسمعون، وأستغفر الله لي ولكم ولجميع المسلمين من كل ذنب فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم.