وسام الهواري تكشف مفاجآت في قضية "سيارات ذوي الإعاقة": ضحايا أُدرجوا ضمن المتهمين-جريدة الراصد٢٤

 

بقلم الكاتب الصحفي والناقد الفني عمر ماهر 

مع اقتراب نهاية عام ٢٠٢٥، تخرج الساحة الأكاديمية والقانونية عن هدوئها المعتاد لتحتفي بإنسان استطاع أن يحول رحلته العلمية إلى قصة ملهمة، تُروى في كل قاعة درس وتُستعاد في كل ملتقى فكري. لم يكن اختيار الدكتور علاء التميمي، أستاذ ورئيس قسم القانون التجاري ووكيل كلية الحقوق بجامعة المنصورة، والمحكم الدولي بمركز القاهرة الإقليمي للتحكيم التجاري الدولي، وأستاذ القانون الزائر بجامعة كاليفورنيا ديفيس بالولايات المتحدة الأمريكية، كأفضل شخصية مؤثرة لهذا العام مجرد تكريم عابر أو جائزة تقليدية، بل كان إعلانًا رسميًا أن هناك نموذجًا بشريًا قادرًا أن يجمع بين الريادة الأكاديمية، والنبل الإنساني، والتأثير الحقيقي في عقول وقلوب الأجيال. المقالة التي بين أيدينا ليست مجرد سرد جامد، وإنما رحلة على هيئة ثلاثين سؤالًا وجوابًا، كأنها مشاهد في فيلم طويل، تتكشف من خلالها ملامح شخصية استثنائية، صنعت لنفسها أثرًا خالدًا يتجاوز حدود الجامعة والبلد.

١- لماذا يُعد اختيار علاء التميمي أفضل شخصية مؤثرة لعام ٢٠٢٥ حدثًا غير عادي؟

لأن هذا الاختيار لم يأتِ من فراغ، ولم يكن وليد لحظة، بل كان حصيلة سنوات طويلة من العمل الدؤوب والالتزام الصادق. حين يُختار أستاذ جامعي في زمن يموج بالنجوم الإعلاميين والسياسيين والفنانين ليكون هو الشخصية المؤثرة، فهذا في حد ذاته رسالة عميقة: أن التأثير لا يُقاس بالضوضاء ولا بالبريق السطحي، بل يُقاس بالقدرة على تغيير حياة الآخرين إلى الأفضل. التميمي لم يكتفِ بأن يكون عالمًا في مجاله، بل صار إنسانًا ملهمًا، أستاذًا يفتح الأبواب للطلاب ليحلموا، وزميلًا يمد يد العون لكل من يعمل معه، ومحكمًا دوليًا يثبت أن العدالة قيمة عالمية. لذلك، جاء الحدث بمثابة اعتراف جماعي أن صوت العقل والقانون والإنسانية ما زال قادرًا أن يعلو فوق أي ضجيج.

٢- ما الذي يجعل تأثيره مختلفًا عن غيره؟

الكثيرون يتركون أثرًا محدودًا في نطاق تخصصهم، لكن القليل هم الذين يمتد تأثيرهم ليشمل الفكر والوجدان معًا. التميمي لم يكتفِ بأن يشرح نصوص القانون التجاري لطلابه، بل كان يربطها بقصص من الواقع، بوقائع حياتية، ليُريهم أن القانون ليس مجرد أوراق جامدة وإنما نبض حياة. هذا الأسلوب جعل من التأثير عملية مركّبة، حيث يخرج الطالب من القاعة ليس فقط بفهم للمادة العلمية، بل برؤية أوسع للحياة. والأهم من ذلك أن التميمي جسّد القدوة، فالتأثير الحقيقي لا يحدث بالكلام وحده، وإنما بالسلوك. كل خطوة في حياته، من تواضعه مع طلابه، إلى حرصه على أن يسمع شكواهم وآمالهم، كانت درسًا آخر مكمّلًا لما يقوله في المحاضرة.

٣- كيف يجمع بين العلم والتواضع؟

عادة ما نرى أن العلم يعطي الإنسان سببًا للغرور، لكن التميمي كسر هذه القاعدة. كان يرى أن العلم مسؤولية، وأن الأستاذ الحقيقي هو الذي يقترب لا الذي يبتعد. التواضع عنده لم يكن مجرد صفة شخصية، بل كان أسلوب عمل، حيث يفتح أبوابه للطلاب بلا قيود، ويتعامل معهم بصفته شريكًا في رحلتهم، لا مجرد ممتحنًا لهم. وهنا تتجلى عظمة شخصيته: إنسان يتقن أصعب العلوم، وفي الوقت ذاته يُشعر من حوله أن الكلمة الطيبة قد توازي في قيمتها أحيانًا كتابًا كاملًا.

٤- ما الذي يجعل طلابه يعتبرونه رمزًا أبويًا قبل أن يكون أستاذًا؟

لأنه لم يعاملهم يومًا كمجرد أرقام في قوائم، أو وجوه تتغير مع مرور الأعوام، بل كان يرى في كل طالب مشروع إنسان له طموح وأحلام. كثير من طلابه يروون كيف كان يمدّهم بكلمات دعم في لحظات ضعف، وكيف كان يحوّل المحاضرة أحيانًا إلى جلسة تحفيز يتعلمون منها معنى الصبر والإصرار. هذه اللمسات الإنسانية جعلته أقرب إليهم من أي لقب أكاديمي. ولهذا صار بالنسبة لهم الأب الذي يحتضنهم علميًا ونفسيًا.

٥- كيف انعكس منصبه كوكيل كلية على صورته؟

المنصب الإداري غالبًا ما يُدخل صاحبه في دوامة من الروتين والقرارات البيروقراطية، لكن التميمي تعامل مع المنصب باعتباره وسيلة لا غاية. لم ينغلق في مكتبه، بل جعله نقطة انطلاق لمبادرات عديدة: تطوير بيئة تعليمية، دعم الأنشطة الطلابية، وفتح قنوات للحوار المستمر. وهكذا، تحوّل منصبه إلى فرصة لمضاعفة تأثيره، لا لتقييد حركته.

٦- ما دور مشاركته في التحكيم الدولي في تشكيل شخصيته؟

التحكيم الدولي ليس مجالًا تقنيًا فقط، بل هو مدرسة في الحياد والشجاعة. حين يجلس المحكم بين أطراف نزاع دولي، يكون محاطًا بضغوط ومصالح متشابكة، لكن عليه أن يظل ثابتًا على العدل. هذا التمرين العملي على النزاهة انعكس على شخصيته الأكاديمية، حيث صار أكثر حرصًا على غرس قيمة العدالة في طلابه، ليس كفكرة نظرية بل كقناعة وجودية.

٧- كيف استطاع أن يجمع بين المحلي والعالمي؟

أصعب ما يواجهه الأكاديمي هو أن يظل مرتبطًا بجذوره وفي الوقت نفسه قادرًا على الانفتاح العالمي. التميمي فعل ذلك بمهارة؛ لم يتخلّ عن ارتباطه بجامعة المنصورة وطلابه، وفي الوقت نفسه حمل علمه وخبراته إلى جامعة كاليفورنيا ديفيس. هذا الجمع بين الانتماء والانفتاح جعله أكثر ثراءً، وأكسبه قدرة على نقل خبرات عالمية لطلابه المحليين، والعكس.

٨- لماذا يُنظر إليه كنموذج للأستاذ الجامعي المثالي؟

لأن صورته جمعت كل ما يُتوقع من أستاذ: علم راسخ، شخصية متواضعة، قدرة على القيادة، حضور دولي، وتأثير إنساني. النموذج هنا ليس في كونه بلا أخطاء، بل في كونه قادرًا على أن يجعل من كل تحدٍّ فرصة للطلاب ليتعلموا منه درسًا إضافيًا.

٩-كيف أثبت أن القانون يمكن أن يكون لغة للحياة؟

القانون غالبًا ما يبدو لطلاب السنة الأولى كمادة جافة مليئة بالتعريفات، لكن التميمي نجح في تحويله إلى قصة حية. كان يسرد الأمثلة من الواقع التجاري، يربط النصوص بحياة الناس، فيُشعر الطلاب أن القانون ليس جدارًا يفصلهم عن العالم، بل نافذة تطل على كل تفاصيله.

١٠- ما أثر تكريمه على صورة الجامعة المصرية عالميًا؟

تكريم التميمي أعاد تسليط الضوء على أن الجامعات المصرية ما زالت قادرة على إنتاج رموز تُنافس عالميًا. في عالم الأكاديميا، يُقاس نجاح الجامعات بمدى تأثير أساتذتها في المحافل الدولية، واختيار التميمي شخصية مؤثرة أثبت أن جامعة المنصورة ليست مجرد مؤسسة تعليمية محلية، بل مركز يصدّر للعالم علماء ذوي قيمة حقيقية.

.

١١- ما الذي يجعل التأثير ممتدًا بعد انتهاء المحاضرة؟

لأن المحاضرة عند التميمي لم تكن مجرد ساعة من الشرح تُكتب فيها الملاحظات على الورق ثم تُنسى مع مرور الوقت، بل كانت رحلة فكرية تمتد خارج القاعة إلى حياة كل طالب. كان يزرع في كلماته بذورًا تتحول لاحقًا إلى أشجار راسخة داخل نفوس الشباب، يتذكرونها عند أول تجربة عملية، أو أول موقف حياتي يحتاج منهم إلى قرار عادل أو موقف أخلاقي. تأثيره يشبه الموج الذي لا يتوقف عند الشاطئ بل يستمر في التمدد إلى مساحات جديدة.

١٢- كيف ساهم منصبه كمحكّم دولي في مركز القاهرة الإقليمي للتحكيم التجاري الدولي في تكوين صورته العامة؟

منصبه كمحكّم دولي لم يكن مجرد لقب يُزين سيرته الذاتية، بل كان نافذة تُطل على عالم أوسع، حيث القوانين تتلاقى، والثقافات تتقاطع، والنزاعات تتحول إلى فرص للحلول السلمية. هذه التجربة جعلت شخصيته أعمق وأكثر نضجًا، لأنه رأى كيف يمكن للقانون أن يكون لغة مشتركة بين الأمم، وكيف يمكن للعقلانية والحياد أن تحل أعقد القضايا. وهكذا أصبح أكثر من مجرد أستاذ جامعي، بل رمزًا عالميًا لفكرة العدالة العابرة للحدود.

١٣- ما الذي أضافته تجربته كأستاذ زائر في جامعة كاليفورنيا ديفيس بالولايات المتحدة؟

أضافت له منظورًا جديدًا، فقد رأى بعينيه كيف يُدار التعليم في واحدة من أعرق الجامعات العالمية، وكيف يمكن للتنوع الثقافي أن يكون مصدر قوة لا عائقًا. هناك، لم يكن مجرد زائر، بل رسولًا للمعرفة القادمة من مصر إلى أمريكا، وحاملًا لتجارب الشرق التي التقت مع الغرب في حوار حضاري ممتد. هذه التجربة لم توسّع أفقه فقط، بل جعلت طلابه في مصر أكثر ثقة حين يعرفون أن أستاذهم حاضر في دوائر العلم العالمية.

١٤- ما سر الحب الذي يكنه له طلابه؟

الحب لم يأتِ من فراغ، بل من مواقف صغيرة متكررة صنعت رصيدًا هائلًا في قلوبهم. كان يفتح مكتبه في أوقات فراغه ليستمع لشكوى أحدهم، أو يبتسم وهو يمر بين الصفوف فيكسر حاجز الرسمية، أو يهنئ طالبًا متفوقًا في العلن ليمنحه دفعة نفسية. هذه التفاصيل الإنسانية صنعت علاقة خاصة بينه وبين طلابه، علاقة قائمة على الاحترام المتبادل لا على السلطة الأكاديمية فقط.

١٥- هل النجاح في التأثير مرهون بالعلم فقط؟

العلم أساس لا غنى عنه، لكنه وحده لا يكفي. النجاح في التأثير يحتاج إلى قلب إنساني نابض، وروح متواضعة، وصبر طويل على اختلافات الناس. فكم من علماء كبار لم يتركوا أثرًا لأنهم حصروا أنفسهم في الكتب فقط، بينما التميمي جمع بين العلم والحياة، بين القانون والإنسانية، فصار تأثيره ممتدًا إلى كل من عرفه.

١٦- ما الذي يميّز أسلوبه في التدريس؟

أسلوبه أقرب إلى السينما منه إلى الصف التقليدي. فهو لا يكتفي بعرض القوانين كمواد جامدة، بل يحوّلها إلى قصص، ينسجها بخيال واسع، ويضع الطلاب في قلب المشهد كأنهم أبطال فيلم يعيشون تفاصيله. بهذه الطريقة، يخرج الطالب من المحاضرة وهو يحمل تجربة حيّة، لا مجرد نصوص جامدة، فيتذكر القانون من خلال الموقف والصورة الذهنية، لا من خلال الحفظ البارد.

١٧- كيف استطاع أن يوازن بين المناصب الأكاديمية والإنسانية؟

السر في أنه لم يجعل المنصب غاية، بل وسيلة. كان يرى أن كل منصب جديد هو مسؤولية إضافية لخدمة طلابه وزملائه، لا فرصة للتسلط أو الاستعلاء. لذلك لم يتغير جوهره الإنساني مهما تعددت أدواره، بل ظل كما هو: قريبًا من الناس، مبتسمًا في وجوههم، ومتواضعًا في حضوره. هذا التوازن جعله نموذجًا نادرًا في زمن يتغير فيه الكثيرون أمام بريق المناصب.

١٨- كيف يمكن لجامعة المنصورة أن تستفيد من تجربته؟

يمكنها أن ترى فيه مرآة لما يجب أن يكون عليه التعليم في القرن الحادي والعشرين: جامعة ليست مجرد مكان لتلقين المناهج، بل مركز إشعاع إنساني وثقافي. تجربته نموذج لإعادة صياغة العلاقة بين الأستاذ والطالب، وبين الجامعة والمجتمع. فمن خلاله يمكن للمنصورة أن تُقدّم نفسها للعالم كنموذج للتعليم الذي يجمع بين الجذور المحلية والانفتاح العالمي.

١٩- ما الذي يميز تأثيره عن غيره من الشخصيات الأكاديمية؟

الكثير من الأساتذة يتركون بصمة علمية، لكن قليلين هم من يتركون أثرًا إنسانيًا. التميمي جمع بين الاثنين، فصار تأثيره مزدوجًا: عقلًا يفتح المدارك، وقلبًا يزرع الطمأنينة. وهذا ما جعل اختياره كأفضل شخصية مؤثرة منطقيًا وطبيعيًا، لأنه جمع بين ما هو نادر وما هو مطلوب.

٢٠- كيف يمكن النظر إلى اختياره كأفضل شخصية مؤثرة لعام ٢٠٢٥؟

يمكن النظر إليه كعلامة مضيئة في تاريخ التعليم المصري والعربي، وكدليل على أن الجهد الصادق لا يضيع مهما طال الزمن. هو تكريم لشخصه، لكنه أيضًا تكريم لفكرة أن الجامعة ليست جدرانًا، بل قلوبًا وعقولًا تتحرك معًا لبناء المستقبل. اختيار التميمي رسالة لكل شاب أن التأثير الحقيقي ليس رفاهية، بل مسؤولية تبدأ من أصغر التفاصيل وتنتهي بتغيير الواقع.

٢١- كيف انعكس تأثيره على زملائه من أعضاء هيئة التدريس؟

انعكس تأثيره عليهم ليس كمسؤول يفرض أوامر أو يصدر تعليمات، بل كزميل يُشجع، وكشخص يفتح الأبواب للتعاون بدلًا من غلقها بالمنافسة. كان يشاركهم الرأي ويحتفي بإنجازاتهم كأنها إنجازاته الخاصة، فتتحول أجواء العمل من سباق صامت إلى ورشة إبداع جماعية. زملاؤه وجدوا فيه نموذجًا للقائد الذي لا يقف في مقدمة الصفوف وحده، بل يمشي بينهم، يسمعهم، ويقنعهم بأن نجاح الفرد هو نجاح الجماعة. وبذلك تحوّل وجوده بينهم إلى عامل طمأنينة وأرضية خصبة لبناء بيئة أكاديمية أكثر إنسانية.

٢٢- ما الذي يجعل تأثيره ممتدًا خارج حدود الجامعة؟

لأن تأثيره لم يُحصر داخل أسوار القاعات أو مكاتب الكلية، بل تعدّاها إلى المجتمع كله من خلال دوره كمحكّم دولي، ومن خلال محاضراته العامة، ومن خلال صورته الإنسانية التي نقلها طلابه إلى بيوتهم وأسرهم. كل شخص التقى به، حتى ولو في مناسبة عابرة، خرج بانطباع عن رجل هادئ، متزن، قادر على أن يمنح من حوله شعورًا بالثقة. وهكذا صار حضوره مثل الدائرة التي تتسع مع كل نقطة ماء تسقط في بحيرة ساكنة، يمتد الأثر من المركز إلى أبعد الحدود.

٢٣- كيف تفسَّر علاقة الحب التي تجمعه بالطلاب على اختلاف أجيالهم؟

العلاقة ليست مرتبطة بزمان معين، فالطلاب الذين تخرجوا منذ سنوات طويلة ما زالوا يتذكرون مواقفه معهم كأنها حدثت بالأمس. والأجيال الحالية تجد فيه نفس الروح الحية التي لم يغيّرها الزمن. السر في ذلك أنه لم يتعامل معهم كجيل يزول ليأتي غيره، بل كأشخاص لهم قيمة ثابتة، وأن ذكريات الجامعة بالنسبة لهم لحظة عمر لا تُنسى. هذا الإحساس جعل الأجيال كلها تلتقي عند نقطة واحدة: الامتنان والحب.

٢٤- كيف يمكن للطلاب أن يستفيدوا من تجربته بعد تخرجهم؟

حين يغادر الطلاب مقاعد الدراسة، يبقى في أذهانهم نموذج أستاذ لم يعلّمهم القانون فقط، بل علّمهم كيف يُصبحون بشرًا أفضل. يستفيدون من قيم الصبر، والعدالة، والإنصات، والتواضع التي جسّدها في حياته اليومية. في مكاتب المحاماة، أو ساحات القضاء، أو حتى في مشاريعهم الخاصة، يجدون أنفسهم يستعيدون صوته الداخلي الذي يُذكّرهم بأن القانون ليس نصًا جامدًا، بل حياة كاملة. وهكذا يتحول تأثيره إلى ميراث يرافقهم أينما ذهبوا.

٢٥- ما الذي يميز أسلوبه في التعامل مع التحديات؟

لا يواجه التحديات بالصوت العالي أو الانفعال، بل بالهدوء العميق والقدرة على التفكير خارج الصندوق. حين تعترضه مشكلة، ينظر إليها كفرصة للتعلم، ويحوّلها إلى درس عملي لطلابه وزملائه. هذا الأسلوب جعل منه شخصية مختلفة، لأن كثيرين يسقطون أمام العوائق، بينما هو اعتاد أن يصنع من كل عائق جسرًا جديدًا للعبور. لذلك صار مصدر إلهام لكل من يراقب مسيرته.

٢٦- ما دلالة أن يجمع بين المحلية والعالمية في مسيرته؟

هذا الجمع يثبت أن الإنسان يستطيع أن يكون متجذرًا في أرضه، وفي الوقت نفسه ممتدًا بجذوره إلى العالم. لم يتخلّ عن انتمائه لجامعة المنصورة أو لطلابه في مصر، رغم أنه حاضر في مؤتمرات وجامعات عالمية. هذا التوازن بين المحلية والعالمية جعله رمزًا يُفتخر به، لأنه يبرهن أن الهوية لا تتناقض مع الانفتاح، بل تزداد قوة كلما انفتحت على الآخرين.

٢٧- كيف يراه طلابه وهم يسيرون خلفه في ممرات الكلية؟

يرونه أشبه بظل طويل للمعرفة يمشي بينهم. ليس كمسؤول يثير الخوف أو الرهبة، بل كقدوة تثير الطمأنينة. ابتسامته البسيطة في الممر أحيانًا تكفي لتذيب قلق طالب مقبل على امتحان، أو لتعطي دفعة ثقة لآخر يشعر بالتردد. هو حاضر بينهم ليس كرمز بعيد، بل كصورة يومية مألوفة تعطي إحساسًا أن الكلية بيتهم الكبير.

٢٨- ما الذي يجعل ذكراه خالدة حتى بعد مرور سنوات على اختياره؟

لأن الذكرى لا تُبنى على الألقاب، بل على الأثر. الأثر الذي تركه التميمي في قلوب طلابه وزملائه لا يمكن أن يزول، لأنه محفور في المواقف، في الجلسات الطويلة مع الشباب، في القاعات المزدحمة حيث ألقى محاضراته، وفي لحظات الحسم داخل قاعات التحكيم. هذه الذكريات هي ما يجعل اسمه حاضرًا حتى بعد أن تمر السنوات وتأتي أجيال جديدة.

٢٩- كيف يمكن النظر إلى شخصيته كجزء من قصة التعليم في مصر؟

يمكن النظر إليه كفصل مضيء في كتاب التعليم المصري الحديث. فبينما تُطرح الأسئلة دومًا حول جودة التعليم وأدوار الجامعات، جاء التميمي ليقدم الإجابة بالفعل لا بالقول. شخصيته تُجسد أن التعليم في مصر قادر أن يُخرج قادة مؤثرين، وأن جامعاتها ليست مجرد مؤسسات محلية، بل منصات لصناعة الرموز. قصته جزء من حكاية أكبر تقول إن الأمل في التعليم لا يزال قائمًا.

٣٠- ما هي الرسالة الأعمق التي يتركها اختياره كأفضل شخصية مؤثرة لعام ٢٠٢٥؟

الرسالة الأعمق أن التأثير ليس رفاهية ولا حكرًا على نجوم الفن أو السياسة أو الإعلام، بل يمكن أن يخرج من قلب قاعة جامعية، ومن بين دفاتر الطلاب وأحلامهم الصغيرة. التميمي يُعلّم الجميع أن من يعيش للآخرين يترك أثرًا أبديًا، وأن البساطة قادرة أن تصنع مجدًا أعظم من أي أضواء. رسالته أن المعرفة حين تقترن بالتواضع تتحول إلى قوة حقيقية تغيّر العقول والقلوب معًا، وهذه هي أسمى صور التأثير.