وسام الهواري تكشف مفاجآت في قضية "سيارات ذوي الإعاقة": ضحايا أُدرجوا ضمن المتهمين-جريدة الراصد٢٤

 

بقلم : الكاتب الصحفي عمر ماهر 

الطلاق مش مجرد كلمة، الطلاق هزة كبيرة في حياة أي أسرة، وقرار مش سهل أبدًا لأنه بيغير مصير بيت كامل وأولاد وحقوق. المشكلة إن كتير من الستات أول ما يتعرضوا لخيانة من جوزهم أو يتعاملوا مع قسوة وإهانة أو إهمال، دماغهم تروح على طول لكلمة "طلاق"، كأنها الحل السريع اللي هيخلصهم من وجع القلب. لكن الحقيقة إن الطلاق مش بيخلص من حاجة، بالعكس بيخلق سلسلة طويلة من المشاكل القانونية والنفسية والاجتماعية، واللي بيدفع التمن الحقيقي في الآخر هما الأولاد اللي بيلاقوا نفسهم ضحايا صراع مش فاهمينه ولا طالبينه.

من الناحية الواقعية والقانونية، أول ما بيحصل طلاق الست بتدخل في دوامة القضايا: قضية التمكين مثلًا، واللي بتحدد إذا كانت الزوجة هتعيش في بيت الزوجية مع أولادها أو هتخرج منه. وفي القضايا دي ممكن تكسب وتتمكن وتعيش وسط قايمتها وعفشها، وممكن تخسر وتلاقي نفسها بره من غير مأوى. ده غير قضايا النفقة اللي بتاخد وقت طويل، وقضايا الحضانة واللي دايمًا بيكون فيها شد وجذب. يعني الطلاق مش نهاية المشكلة، الطلاق بداية معارك تانية مالهاش آخر.

عشان كده، الحكمة تقتضي إنك ما تستسلميش لأول فكرة جت في دماغك وهي الطلاق، لازم الأول تبصي حواليكي وتشوفي إيه اللي بيحصل. جوزك خانك أو عاملك وحش؟ طيب ليه؟ ساعات العيب مش كله عليه، ساعات بيكون فيه إهمال من ناحيتك من غير ما تحسي: يمكن ماعدتيش مهتمة بنفسك، يمكن بقيتي مشغولة زيادة عن اللزوم بالأولاد، يمكن فقدتي الحنية أو الدلع اللي كان متعود عليه. الراجل في الأول وفي الآخر عايز مراته تكون أنثى كاملة في البيت: دلع، نظافة، اهتمام، وحنية. عايز يحس إن مراته مش بس زوجة وأم، لكن كمان صديقة وحبيبة. ولو إنتي مقصرة في ده يبقى لازم تصلحيه.

لكن لو إنتي بتعملي كل ده ومش مقصرة في أي حاجة، ومع ذلك لقيتي إن جوزك بيخون أو بيعاملك ببرود أو قسوة، يبقى هنا العيب مش فيكي. وهنا دورك إنك متنهاريش ومتشعليش البيت نار، بالعكس لازم تبقي صايعة بالمعاملة. يعني متواجهيهوش على طول وتخليه يعرف إنك عارفة كل حاجة، خليه يعيش في قلق ويحسب حساب كل خطوة. متسكتيش عن حقك، لكن متفتحيش كمان باب مشاكل مالهاش لزمة. ساعات أذكى رد فعل بيكون الهدوء، وأقوى انتقام هو إنك تفضلي واقفة قوية قدامه من غير ما تبيني ضعفك.

ومن أهم الحاجات اللي لازم أي ست تعرفها: أسرار البيت خط أحمر. متطلعيش مشاكلك بره لا لصاحبتك ولا لأهلك. كل ما الناس تعرف، كل ما التدخلات تزيد، وساعتها الحلول بتتحول لتعقيدات. صديقة ممكن تنصحك نصيحة تخرب حياتك من غير ما تحس، وأمك أو أختك ممكن يزودوا نار المشكلة من غير قصد. لكن لما تحتفظي بمشاكلك جوا بيتك وتتعاملِي معها بهدوء، بتبقي إنتي المتحكمة في زمام الأمور. الثقة في حد بره بقت عملة نادرة، واللي يحافظ على بيته هو اللي يعرف إن المشاكل مكانها الطبيعي جوه مش بره.

ولو فكرتي في الطلاق، لازم تسألي نفسك: إيه اللي هيضيفه الطلاق غير وجع دماغ أكبر؟ هتلاقي نفسك بين محاكم وقضايا ومشاوير لا تنتهي. الطلاق كمان ممكن يضيع حقوقك المادية. قضايا التمكين مثلًا، نتيجتها مش مضمونة: يا إما تعيشي في البيت وسط قايمتك وعفشك، يا إما تخسري وتلاقي نفسك في الشارع. غير النفقة اللي ممكن تتأخر أو تقل، وغير الحضانة اللي ساعات بتتحول لسلاح ضغط. طب مش الأحسن بدل ده كله إنك تحافظي على بيتك وتحاولي تحلي مشاكلك بعقلك وذكاءك؟

الست الذكية مش اللي تنهار وتبكي وتقول "طلقني"، الست الذكية اللي تعرف إمتى تستخدم قوتها وأمتى تستخدم هدوءها. خليكي مهتمة بنفسك وبحياتك وبشكلك، خدي بالك من أولادك، عيشي حياتك بطريقة تخلي جوزك يحس إنه ممكن يخسرك في أي لحظة. ولما يشوفك قوية ومستقلة ومش محتاجة له زي ما هو متخيل، هو اللي ينهار وهو اللي يندم.

من الناحية القانونية، لازم تبقي عارفة إن قضية التمكين واحدة من أهم القضايا اللي بتترفع بعد الطلاق أو الخلاف. المحكمة فيها بتدي الحق للزوجة والأولاد في الإقامة في بيت الزوجية لو ماكانش في بديل مناسب. لكن في نفس الوقت، الزوج ممكن يلعبها ويثبت إن البيت ملك والده أو ملك شخص تاني عشان يخرجك بره. عشان كده الموضوع مش مضمون، وأي خطوة متسرعة ممكن تضيع حقك.

في النهاية، لازم تفكري كويس قبل ما تاخدي قرار مصيري زي الطلاق. متخليش الغضب أو الإهانة يخلوا دماغك تقفل. خدي وقتك، شوفي المشكلة فين، صلحي لو العيب عندك، وواجهي بحكمة لو العيب مش فيكي. خليكي قوية، خليكي عاقلة، وخليكي دايمًا عارفة إن الطلاق مش أول الحلول، لكنه آخرها. والست اللي تفكر بعقل وتتحكم في مشاعرها مش بس بتحافظ على نفسها، لكنها بتحافظ على بيت كامل وأولاد مالهمش غيرها.