ديربى "دمشاو هاشم" يسدل الستار على بطولة " التتش " بالمنيا جريده الراصد24

 

متابعة الكاتب الصحفي والناقد الفني عمر ماهر 

ظهور النجمة شيري عادل الأخير كان بمثابة مفاجأة صادمة لجمهورها ومتابعيها، حيث خطفت الأنظار بإطلالة غير متوقعة جعلت الكثيرين يتحدثون عنها وكأنها لوحة فنية مرسومة بإتقان، فقد أطلت بفستان أنيق يفيض أنوثة ورقة، وانعكست على ملامحها بساطة عفوية وسحر خاص يميزها عن باقي النجمات، ومع كل صورة انتشرت لها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بدا واضحاً أن جمالها يغطي على كل تفاصيل المشهد حتى أن البعض وصف حضورها بأنه أكثر إشراقاً من ضوء القمر في ليلة بدر، وهو ما جعل هذه اللحظة حديث الجميع بلا استثناء.

ومن المدهش أن إطلالة شيري عادل لم تكن مجرد ظهور عابر أمام الكاميرات، بل تحولت إلى حدث فني واجتماعي يثير الدهشة والجدل معاً، فالجمهور الذي اعتاد على هدوئها ورقتها وجد نفسه أمام صورة تجمع بين الرقي والجرأة الهادئة، إذ ظهرت بفستان أبيض طويل انسيابي يتماوج مع خطواتها وكأنه قطعة من السماء، فبدت كأميرة خرجت من حكاية قديمة لكنها تعيش بيننا اليوم بروح عصرية وبساطة محببة، ولم يكن غريباً أن تنهال عليها التعليقات التي تحمل كلمات الإعجاب والدهشة، بل إن بعض المتابعين كتبوا أن دموعهم انهمرت من شدة التأثر بهذا الجمال النقي الذي يعكس طهارة الروح قبل بهاء الشكل.

وقد اعتبر الكثير من النقاد أن هذا الظهور يشكل نقطة تحول في مسيرة شيري عادل، ليس من الناحية الفنية فقط وإنما من حيث الحضور الإنساني أيضاً، فهي استطاعت أن تقدم نفسها بصورة جديدة تجمع بين العفوية والنضج، وهو ما جعلها محط أنظار الجميع في لحظة واحدة، حتى أن البعض رأى أن شيري تجاوزت بتلك الإطلالة حدود المألوف، فأصبحت رمزاً للجمال الراقي الذي لا يحتاج إلى تكلف أو مبالغة في التفاصيل، بل يكفي أن تكون على طبيعتها لتترك الأثر الأقوى في النفوس، ولعل هذا ما يفسر حجم التفاعل الكبير الذي رافق نشر صورها في مختلف المنصات.

أما عن المشهد العام، فقد بدا أن المكان الذي ظهرت فيه زاد من وهج اللحظة، حيث الأضواء الخافتة والمقاعد الخشبية والهواء الليلي الهادئ الذي صنع خلفية شاعرية جعلت من الصورة أشبه بلوحة سينمائية متكاملة الأركان، وفي وسط هذا الجو المليء بالسكينة والدفء، جلست شيري بابتسامة رقيقة تحمل الكثير من الرسائل العاطفية والإنسانية، فكانت أشبه بزهرة بيضاء تتفتح في قلب الليل لتبهر العيون وتخطف الأنفاس، وهذا ما جعل المقارنة مع القمر تبدو طبيعية، بل إن كثيرين أكدوا أن جمالها في تلك اللحظة غطى على كسوف القمر نفسه وكأنها أصبحت هي النور الحقيقي الذي يستمد منه الناس البهجة والراحة.

ومن زاوية أخرى، فإن ظهور شيري عادل بهذا الشكل يعكس شخصية قوية قادرة على تحدي كل الظروف والضغوط، فهي لم تسعَ إلى لفت الانتباه بالصخب أو التصريحات المثيرة، بل اختارت أن تترك حضورها وجمالها البسيط يتحدث عنها، وهذه الاستراتيجية البعيدة عن الاستعراض الزائد جعلت منها نموذجاً فريداً لنجمات هذا الجيل، ومن هنا يمكن القول إن إطلالتها الأخيرة لم تكن مجرد لحظة جمالية، بل كانت رسالة إلى جمهورها مفادها أن الصفاء الداخلي والصدق مع النفس هما السر الحقيقي وراء السحر الذي يبقى عالقاً في الذاكرة.

وفي النهاية، يبقى ظهور شيري عادل الأخير حدثاً لا يمكن تجاهله أو مروره مرور الكرام، فقد قدمت من خلاله درساً بليغاً في أن الفن ليس مجرد أدوار تقدم على الشاشة، وإنما هو أيضاً لحظات إنسانية صادقة تعيش في قلوب الناس، وإذا كان القمر قد يغيب أحياناً ويكسف ضوءه، فإن جمال شيري بدا في تلك اللحظة أبدياً لا يخفت ولا ينطفئ، بل يزداد إشراقاً مع مرور الوقت، لتثبت مرة أخرى أنها ليست مجرد نجمة على الساحة الفنية، وإنما أيقونة للجمال الهادئ الذي يلامس الروح قبل أن يبهر العين.